عظمة قوة الإصرار

عظمة قوة الإصرار
 أميل دائمًا إلى كتابة المقالات حول المفاهيم التي أريد أن أفهمها بنفسي بشكل أفضل، لذلك عندما خطر في ذهني مفهوم الإصرار، رأيت أنها فرصة لتعزيز رؤيتي حول هذا الموضوع.

أبدأ بالاقتباس المطلق من قبل الكاتب “كالفين كوليدج” الذي يلخص بذلك جودة الثبات:

لا يوجد شيء في العالم يمكن أن يحلّ محل الإصرار أو المثابرة، لن تكون الموهبة، ولا شيء أكثر شيوعًا من الأشخاص الفاشلين الموهوبين، فالعبقرية أيضًا لن تفعل ذلك، العبقرية قد تكاد تكون غير متكافئة أحيانًا، حتى التعليم لن يحقق ذلك، فالعالم مليء بالمتعلمين، إذن المثابرة والإصرار هي وحدها قادرة على ذلك بالتأكيد، ودائمًا ما تكون بها قادرة على حل مشكلات الفرد والأمة بل العالم بأكمله.

التعريف المتداول للإصرار هو: “رفض الاستسلام أو التخلي عنه، المثابرة بعناد، استمرار حازم أو عنيد في سياق العمل على الرغم من الصعوبة أو المعارضة” فهل من الغريب إذن أن الإصرار هو الفرق الأساسي بين النتيجة الناجحة والنتيجة الفاشلة؟

بعض النصائح لتطوير مهارة المثابرة “الإصرار”:

  • تحديد ما تريد تحقيقه وتحديد الأهداف

نعلم جميعًا مدى أهمية تحديد الأهداف لتحقيق النجاح في أي مسعى، لذا خصص بعض الوقت لمعرفة ما تريده، هل تريد أن تخسر 10 دولارات أو تتخرج من الجامعة، أو أن تكون تاجرًا ناجحًا؟
في دراسة أجريت في نيويورك قبل عدة سنوات، وجد الباحثون بشكل مدهش أن الأشخاص الذين وضعوا أهدافًا واضحة وموجزة نجحوا في تحقيقها بنسبة (95٪) من الوقت، ومن المثير للاهتمام هو أنهم حققوا أهدافهم ورفضوا الاستسلام واستمروا في مطاردة أهدافهم رغم وجود الكثير من الصعوبات التي واجهتهم.

  • استعد للعقبات والنكسات

تذكر واقبل حقيقة أنه ستكون هناك عقبات ونكسات، ثم استعد لها.
لن يتم إنجاز أي شيء مهم دون نكسات وصعوبات يمكن مواجهتها على طول الطريق، أفلس “هنري فورد” ثلاث مرات قبل أن يتمكن من تصميم سيارته الأولى، كما نعلم جميعًا ونشعر بالامتنان لذلك، فقد نجح فيما بعد في أن يصبح واحدًا من أغنى الرجال في العالم. وقال حينها: “الفشل هو مجرد فرصة للبدء بذكاء مرة أخرى” ويقال: إن توماس إديسون حاول أكثر من “عشرة آلاف مرة” لإنشاء المصباح قبل أن ينجح، فكان موقفه: “لم أفشل فلقد وجدت للتوّ، عشرة آلاف طريقة لا يعمل فيه المصباح”

إحدى الطرق التي يمكنك من خلالها الاستعداد للانتكاسات والعقبات هي توقع المشاكل المحتملة ووضع خطة للطوارئ، على سبيل المثال، إذا كنت تحاول إنقاص وزنك، يجب أن تعرف أنه ستكون هناك مناسبات عندما لا يكون من الممكن الالتزام بنظام فقدان الوزن الخاص بك، في مثل هذه الحالات، ستحتاج إلى إعداد وجبات بديلة مسبقًا أو الاستعداد ذهنيًّا للانحراف عن نظامك، بدلًا من السماح بمثل هذه المواقف والاستعداد لها، فقد يتخلى الكثير من الأشخاص عن أهدافهم تمامًا، ويرون أن من المستحيل الالتزام بأي نظام غذائي، وغالبًا ما يقومون بتخريب كل الأكل الصحي والاستسلام لليأس.

مثال آخر هو السعي لأن تصبح عدّاء في سباق الماراثون وتفشل في محاولتك الأولى لإنهاء سباق الماراثون، هل يجب أن تستسلم ولا تحاول مرة أخرى؟ لا، على الإطلاق! عليك أن تعرف أين أخطأت في حساب مستوى لياقتك ونوع الطعام الذي تناولته وأنماط التدريب الخاصة بك، بعد القيام ببعض الأبحاث لمعرفة مدى التحسن، والقيام بتجربة أخرى.

ضع في اعتبارك أيضًا أنه عندما تغمرنا مشكلة أو صعوبة، ليس لدينا الوقت الكافي لتطوير المثابرة اللازمة للتعامل مع عقبة معينة أو التراجع. ومع ذلك، إذا خططنا مسبقًا للارتفاعات والانخفاضات الحتمية في الحياة، فسوف نكون حينها مستعدين نفسيًّا عندما تصادفنا بعد ذلك.

  • خذ الخطوة الأولى

لا يمكنك المثابرة بأقل نجاحًا، إذا لم تحاول أبدًا في تحقيق شيء ما، الكثير منا يماطلون أو يخشون الفشل أو يتجمدون في مساراتهم لاتخاذ الخطوة الأولى نحو الإنجاز، لن تفشل إذا لم تجرب شيئًا، ولكنك لن تنجح أيضًا، كما تقول الحكمة، “الفشل الحقيقي الوحيد في الحياة هو الفشل في المحاولة”.

  • المراجعة وإعادة التقييم والتعديل

إذا لم تسر الأمور بالطريقة التي كنت تأمل بها، فراجع الخطوات التي اتخذتها والعملية التي اتبعتها، إعادة التقييم من خلال فحص الخطأ الذي حدث وأين حدث؟ وما الذي لم ينجح؟ وكيف يمكن أن تفعل ذلك بشكل أفضل؟ وهل لديك كل المهارات والأدوات اللازمة؟ ستكون النتائج التي تلقيتها أكثر إضاءة، وبالتالي تسمح لك بإعداد نهج أفضل وأكثر شمولًا، وستقوم بمراجعة وتحسين الإستراتيجية الحالية.

  • الدعم والتشجيع

ابتعاد عن الرافضين، وبدلًا من ذلك، اطلب المشورة من أولئك الذين لديهم خبرة في مجال عملك وأولئك الذين يريدونك أن تنجح، ويمكنهم مساعدتك من خلال تقديم اقتراحات وتوصيات بناءً على خبرتهم، ولا يزال عليك القيام بالعمل الشاق، ولكن لا يوجد شيء أكثر تشجيعًا من الحصول على التعزيز الإيجابي.

  • الحفاظ على التركيز

واحدة من العقبات التي تحول دون تحقيق النجاح هي فقدان الدافع والتركيز، والطريقة الجيدة للحفاظ على التركيز هي تصور نفسك وأنت تحقق هدفك بغض النظر عما يتطلبه الأمر، شاهد نفسك بوضوح تحقق هدفك، وتجنب الوقوع في التفكير السلبي أو غير المنتج مثل: “لن ينجح هذا أبدًا”. “لا أستطيع فعل هذا” وحافظ على الشعارات الملهمة واجعلها في متناول يدك.

  • استمتع

تنبع أعظم مشاعر الإنجاز من معرفة أنك تغلبت على العقبات وغزوت كل الشدائد لتحقيق أهدافك، سيكون نجاحك النهائي أكثر إرضاءً وبشكل كبير عندما تعرف ما يلزم للوصول إلى متعة الإنجاز.

كما ترون من الأمثلة الرائعة أعلاه، لا يجب أن تمنعك العقبات والشدائد من تحقيق أشياء عظيمة، الإصرار العظيم، إن وجد، هو الصفة التي يمكن أن تضمن لك النجاح أكثر من أيّ صفة أخرى.

| للكاتب
| رامي محمد فلمبان