دروس الحياة حول الأزمات: ماذا تعلمنا من جائحة كورونا؟

دروس الحياة حول الأزمات: ماذا تعلمنا من جائحة كورونا؟
 الأزمة هي “تصور أو تجربة حدث أو موقف على أنه صعوبة لا تطاق، قد تتجاوز بها الموارد الحالية للشخص وآليات التكيف”  في حين أن الأزمة تمثل عادة محنة أو مشقة أو تهديد، إلا أنها توفر أيضًا فرصًا للنمو الشخصي من خلال الدروس المستفادة.

هذا ما تمنحنا إياه الحياة من دروس حول الأزمات:

  •  الحياة قصيرة

يمكنك التذوق والاستفادة القصوى من الحياة، بينما يندفع الكثير منا في نسيان الحياة، أو تجاهل تخصيص الوقت للاستمتاع بالأشياء حتى الصغيرة، كما يمكن أن تُذكرك الأزمة بما تفتقده.

سيكون “تذوق” اللحظة بالنسبة لك أكثر أهمية بعد أن تتحمل الصعوبات، وهناك العديد من اللحظات الخاصة والجميلة، التي لو نظرت قليلًا لما حولك، سوف ترى أنك نسيت أن تستمتع حتى بغروب الشمس.

  •  فكر في معنى الحياة وما تعنيه لك

قد يؤدي المرور بالمحن أو الأوقات الصعبة إلى دفع الشخص إلى أزمة وجودية، عندما يحدث ذلك نتساءل عما إذا كان للحياة معنى أو هدف، وبعد كل شيء، سوف نموت يوما ما. وفقًا لبعض فلاسفة الحياة، فإن الحياة لها نفس المعنى الذي تعطيه لها، فالهدف هو الاستمتاع بكل ما تقدمه الحياة. امنحها الهدف والمعنى أثناء وجودك هنا –اجعلها مهمة، فإن كنت تعيش لفعل “اثبات وجودك” فإن حياتك سوف تتحول بشكل هادف كليًّا.

  •  إعادة تقييم أولوياتك

حدِّد ما هو مهم حقًّا، بمجرد تحديد ما تريد أن تكون حياتك، قرّر ما هو الأكثر أهمية، واجعل الأشياء الأكثر أهمية أكبر من الأشياء الأقل أهمية. خصص وقتًا لكتابة أهدافك المختلفة في الحياة، وضع قائمة بصحتك ووظيفتك وعلاقاتك وأهدافك الروحية، وقم بتقسيم أولوياتك إلى أهداف ذات مغزى في تحديد ما هو مهم لك وكيف يمكنك تحقيقه.

  •  قدّر ما لديك

لا يوجد شيء مثل أزمة لتذكرنا كم نحن محظوظون حقًّا، عندما ننشغل في الحياة اليومية والروتين العادي، نادرًا ما نفكر في امتيازاتنا وفرصنا، ومع ذلك، فإن احتمال حدوث أي نوع من الخسائر أثناء الأزمات هو أكثر من كافٍ ليعيدنا إلى ما هو جيد في حياتنا.

  • أهمية الصحة – الصحة هي الثروة الحقيقية

إذا كانت الأزمة صحية ونجوت منها، فإن الامتنان والراحة التي مضيت بها في نهايتها هي أكثر من كافية لإجبارك على أن تعيش أسلوب حياة أكثر صحة وأقل إرهاقًا، لا شيء يهم إذا لم تكن جيدًا بما يكفي للاستمتاع بها.

  • كن استباقيًّا بدلًا من التراجع

غالبًا ما يؤدي الافتقار إلى التحضير والتفكير المسبق إلى كل أزمة، إذا كنت لا تخطط لهذا الانقطاع الوظيفي، أو الانتكاسة المالية، أو المرض، فقد تكون العواقب وخيمة، إن فهم أيّ شيء يمكن أن يحدث، هو أن تكون استباقيًّا وهذا ما سيضعك في مقعد السائق، في حين أنك قد لا تتجنب دائمًا الأزمات بشكل كامل، بل يمكنك تقليل تأثيرها من خلال الاستعداد.

  • تجاوز الأزمة يجعلك أقوى

لقد وجد الباحثون أن أولئك الذين عانوا من أزمة أو حدث مرهق في حياتهم، لديهم ثقة أكبر في قدراتهم للتغلب على التحديات والشدائد، كما يُظهرون تقديرًا متجددًا للحياة؛ تتمتع بعلاقات أقوى ذات مغزى، وتجربة في النمو الروحي.

  • الأزمات رؤية لا تقدر بثمن

يمكن أن تتعلم من تجاوز الأزمات، ما الخطأ الذي حدث، ولماذا؟ يُمكن للأزمات أن تُساعدك على القدرة على تجنب الأخطاء المماثلة، وتتعلم التخطيط بشكل أفضل، وتكون على دراية بالمشكلات المحتملة، وفي النهاية سوف تقوم بتنفيذ أهدافك بنجاح أكبر، والتعلم بشكل أكبر.

  • اكتشاف تركيبتك وقدرتك

قد لا تدرك مدى قوتك حتى تنجو من الأزمة، ويتطلب الأمر شجاعة وثباتًا ومثابرة للتغلب على الأوقات الصعبة، هذا لا يعني أنك لن تعاني من خيبة الأمل والخوف وعدم اليقين، ومع ذلك، بعد أن حفرت عميقًا، ستكتشف قوة داخلية وعزيمة غير متوقعة.

  • لا شيء يبقى على حاله، وكُله سيمر

بالفعل لا شيء يبقى على حاله – جيدًا أو سيئا - كل شيء يأتي إلى نهايته، ويمكننا أن نستعد ونتأهب للأزمات في الحياة من خلال فهم وجودها وأخذ الوقت للتأمل الذاتي والتجديد، وأن الأوقات الصعبة هي فرصة لتغيير المسار إذا لزم الأمر، أو إعادة بناء أنفسنا، أو تقييم حياتنا، بدون أزمات، لن نتذوق أمل النجاح عند وصوله.

لا يوجد شيء ثابت في الكون فكل المتغيرات في حياتنا ومن حولنا، تحمل في بطنها بذور التغيير”.

طوال حياتنا، نواجه مجموعة متنوعة من الأزمات التي تتيح لنا فرصًا لتعلم دروس لا تقدر بثمن، والتي لن تقوي إرادتنا وشخصيتنا فحسب، بل تعدنا أيضًا لما قد ينتظرنا.

| للكاتب
| رامي محمد فلمبان