تعلم أن تكون خطيبًا جيدًا

تعلم أن تكون خطيبًا جيدًا

بالنسبة للكثيرين، فإن الوقوف أمام حشد من المتفرجين وإلقاء خطاب هو شيء من الكوابيس. أولئك الذين يخافون من التحدث أمام الجمهور سيكونون على دراية بسرعة ضربات القلب، وجفاف الحلق الذي يصاحب فكرة التحدث أمام حشد من الناس، ولكن مهارات الخطابة الجيدة والقدرة على التحدث بشكل جيد في الأماكن العامة واحدة من أكثر المهارات قيمة التي يمكنك تعلمها لتطوير نفسك من خلال التعليم والتدريب، والخبر السار هو أنه شيء يمكن ممارسته، كما أن هناك العديد من النصائح والحيل التي يمكن أن تُساعد حتى أكثر المتحدثين خجلًا في التغلب على توترهم وكسب أي جمهور يواجهونه. 

إذا كنت ممن يشعر بالارتباك والخوف كلما استدعيت للوقوف والتحدث أمام الجمهور، وتحلم فعلًا بأن تكون خطيبًا قويًّا ومؤثرًا، إذن ففنّ الخطابة هو طريقك الأمثل لعرض أفكارك والتأثير على من حولك. 

فهم المبادئ الأساسية 

قبل الغوص في ممارسة مهارات الخطابة لديك، من المهم أن تفهم بالضبط ما هي الخطابة، وبالنسبة للطالب الجامعي الذي يتطلع إلى تحسين مهاراته في المناظرة جنبًا إلى جنب، فهناك العديد من أمثلة المقالات التي يمكن العثور عليها عبر الإنترنت والتي تقدم نظرة عامة حول كيفية إنشاء مناقشة قوية، بحيث تُعد قراءة ورقة أو كتاب مكتوب بشكل جيد عن الخطابة والبلاغة خطوة أولى رائعة نحو أن تصبح متحدثًا موهوبًا، وكل الممارسات الجيدة تأتي مع النظرية. 

هناك العديد من الأدوات الخطابية التي يستخدمها المتحاورون الناجحون عند صياغة حجتهم التي تشجع على الاستماع الفعال والاتفاق من جمهورهم. المبدأ الأساسي للخطابة والحجج العامة هو إشراك جمهورك وإنشاء نقطة متماسكة، وفي النهاية هو ترك جمهورك في اتفاق وتناغم معك. 

الإعداد 

عند التحضير لخطاب عام، من الأهمية أن يكون لديك سيطرة قوية على النقطة التي تحاول تحديدها بالضبط، بحيث يتطلب وضع حجة ناجحة وإنشاء أطروحة صلبة لبناء بقية حجتك حولها، وبمجرد ترسيخ جملة أطروحتك ابحث عن حجج منطقية قوية لدعمها. 

المفتاح لكتابة إعداد جيد للمناقشة هو النظر في الحجج المضادة المحتملة التي يمكن تقديمها ضد وجهة نظرك. وضع نفسك مكان الخصم طريقة رائعة للبحث عن العيوب أو الثغرات في حججك. 

عند التحضير لمناظرة عامة، فإن إنشاء قائمة بالحجج المؤيدة والمعارضة لأطروحتك يساعد أيضًا على تطوير فهم واضح للنقاط التي يجب عليك طرحها والحجج المضادة المحتملة التي سيتعين عليك دحضها. 

التمرين والتكرار 

بعد تحضير حججك وتوضيحها، يأتي الوقت لتحويل هذه الكلمات على الورق إلى عرض عام ، وقبل القفز على خشبة المسرح أمام حشد من الناس، من المفيد التمرين والحصول على راحة التحدث بصوت عالٍ في بيئة أكثر حميمية. يُعد التحدث أمام المرآة طريقة رائعة للتغلب على تلك الأعصاب الأولية ويمنحك فرصة رائعة لملاحظة الفروق الدقيقة في إيصالك ولغة جسدك، ستضمن مراقبة انعكاسك للحصول على تفاصيل صغيرة ولكنها مهمة مثل الوقفات وإيماءات اليد أنك تشعر بمزيد من الثقة عندما يتعلق الأمر بالأداء أمام الآخرين. 

بمجرد أن تشعر بالراحة عند التحدث أمام المرآة، من المفيد ممارسة إلقاء الخطاب أمام الأشخاص الذين تثق بهم وتشعر بالراحة معهم. أنت تعلم أن الأصدقاء المقربين والعائلة لن يحكموا عليك بناءً على أدائك، ومعهم يمكنك تطوير مساحة آمنة للتدرب فيها. عندما يحين وقت الأداء علنًا أمام أقرانك أو الغرباء ، يمكنك التفكير في مدى سهولة الأداء لأصدقائك المقربين ومحاولة محاكاة هذا الشعور بالثقة. 

احتضان التوتر والاستعداد للخطابة 

بمجرد أن تستعد وتتدرب إلى المستوى الذي تشعر بالرضا عنه، لم يتبق شيء لتفعله سوى الوقوف وإسماع صوتك. من المهم أن تتذكر أن الشعور بالتوتر قبل التحدث أمام الجمهور أمر طبيعي تمامًا، وطريقة جسمك في منحك الأدرينالين لمساعدتك على النجاح. إن احتضان التوتر وتوجيهه إلى إلقاء عاطفي هو السر وراء أي خطيب عظيم، من خلال التحضير والممارسة والاعتقاد بالذات، يمكنك تقديم حجة من المؤكد أنها ستكسب أي جمهور. 

وأخيرًا، عليك أن تعلم جيدًا أنّ فنّ الخطابة مهارة مثل باقي المهارات التي تحتاج للممارسة الدائمة، لذلك لا تتردد في التدرب على هذه المهارة، كما يجب عليك متابعة الخطباء والمدربين المؤثرين أصحاب الأساليب المتميزة في الخطابة والإلقاء، وحاول أن تبدأ بعد ذلك بمراقبتهم جيدًا والتركيز حتى على الحركة والإيماءات، ويجب أن تعلم أن لكل مدرب أو خطيب أسلوبه وملكاته المتميزة، وكل ما هو عليك أن تقطف زهرة من كل بستان.

| للكاتب
| رامي محمد فلمبان