كيف تصوغ حياتك بقوة الأفكار؟

كيف تصوغ حياتك بقوة الأفكار؟
ربما قلتَ أكثر من مرة: كنت متأكدًا من أن هذا سيحدث.

هل كان هاجسًا أم أشياء حدثت بهذه الطريقة بسبب أفكارك؟ فكر في العديد من الأحداث التي حدثت في حياتك، وحاول أن تتذكر نوع الأفكار التي كانت في ذهنك قبل وقوع الحدث، فقد تندهش عندما تكتشف أنه في كثير من الحالات، كان هناك ارتباط بين أفكارك والحدث.

قد يبدو هذا غريبًا بالنسبة لك، لكن الأفكار لها قوة. تؤثر الأفكار التي نكررها غالبًا في أذهاننا على سلوكنا وموقفنا، وأفعالنا وردود أفعالنا، بالإضافة إلى حياتنا والأشخاص من حولنا، وكما هي أفكارنا، هكذا هي حياتنا. هذا يعني أننا بحاجة إلى توخي الحذر مع أفكارنا، خاصة مع الأفكار التي نكررها كثيرًا، فقد تكون فكرة واحدة ليست قوية بما يكفي لإحداث تغيير في حياتنا، ولكن إذا كررنا نفس التفكير، فسوف تكتسب القوة وتصبح أقوى وتؤثر على حياتنا.

إن الفكر المتكرر يطبع نفسه بقوة في عقلنا الباطن، والذي بدوره يعمل على جعل هذا الفكر صحيحًا في حياتنا، الأفكار مثل الفيلم الذي نلعبه في أذهاننا، إذا واصلنا إعادة نفس الفيلم في أذهاننا، فسوف يظهر في النهاية في حياتنا ويصبح واقعنا.

كيف تصوغ حياتك بأفكارك

يمكنك تشكيل حياتك بأفكارك وإجراء تحسينات وإجراء تغييرات، ومن أجل تشكيل حياتك بالطريقة التي تريدها، وإجراء التغييرات التي تريدها، عليك أن تبدأ في إجراء تغييرات في عقلك، وقد تحتاج إلى تغيير أفكارك، وتبدأ في تشكيل حياتك الخارجية من الداخل وفي عقلك.

عليك أن تبدأ في التفكير فيما تريده حقًّا، وليس في الأشياء التي لا تريدها، إنه مثل تشغيل فيلم جديد في عقلك، والذي يعجبك أكثر من الفيلم الحالي. سيغير الفيلم العقلي الجديد في الوقت المناسب سلوكك وأفعالك وموقفك، وسيجذب في حياتك أشخاصًا ومواقف وأحداث تتوافق مع أفكارك الجديدة. ومع ذلك، عليك أن تتذكر أن فكرة واحدة ليست قوية بما يكفي لإجراء تغيير، ولكن إذا كررت نفس الفكرة كثيرًا، فسوف تكتسب القوة تدريجيًّا وتؤثر على حياتك.

الفكر الذي يتكرر غالبًا يتجذر في العقل الباطن، ومن هناك يؤثر على حياتك وحتى بيئتك، وإن الشيء العظيم في هذه العملية هو أنك لست بحاجة إلى إجهاد نفسك أو إرهاقها لإنجاحها، فكل ما عليك فعله هو اختيار الأفكار التي تريد أن تتحقق، وتكرارها في أذهاننا.

كيف تستخدم قوة أفكارك

افترض أنك خجول عندما تقابل أشخاصًا، لكنك تريد تغيير هذا الموقف، وأن إجبار نفسك على التحدث مع الناس لا يجدي دائمًا، وقد يجعلك تشعر بعدم الارتياح والتصرف بشكل محرج. هناك طريقة أفضل لتغيير سلوكك، ويمكنك تغيير سلوكك وعاداتك بمساعدة التخيل، بمساعدة تقنيات التخيل يمكنك استخدام قوة أفكارك لإجراء تغييرات في حياتك.

كيفية استخدام التخيل لتغيير العادات

على سبيل المثال: إذا كنت ترغب في تغيير عادة، توقف عن الشعور بالخجل، وتخيل نفسك وأنت تشعر بالثقة وتتحدث بطلاقة مع الناس، فهذا يشبه أحلام اليقظة، وهو نشاط سهل وممتع لا يتطلب مجهودًا.

هنا هو ما عليك القيام به

تخيل نفسك تتحدث بطلاقة بكل سهولة وثقة، تخيل كيف تتدفق الكلمات من فمك، وكيف تستمتع بالتعبير عن نفسك، وكيف يولي الجميع اهتمامًا وثيقًا لكل كلمة تقولها.

عند استخدام هذه التقنية، فإنك تبني في ذهنك مشهدًا مثاليًا لكل ما تريد تحقيقه. أضف التفاصيل والألوان والأصوات والروائح والأنشطة إلى هذه المشاهد الذهنية، وكررها كثيرًا بإيمان وانتباه، وسيساعدك عقلك الباطن في مواءمتها مع واقعك بطريقة طبيعية.

بهذه الطريقة يمكنك:

  • التغلب على العادات السلبية وبناء عادات جديدة.
  • تطوير مهارات وقدرات جديدة.
  • تغيير المواقف والظروف.
  • تحقيق ما تريده حقًّا.

يمكن أن تساعدك قوة الأفكار في الحصول على وظيفة جديدة وتحسين علاقاتك، وكسب المزيد من المال أو تحسين حياتك. هذه التغييرات لا تحدث بين عشية وضحاها، إنهم يحتاجون إلى الوقت، ويعتمدون على مدى جديتك في جهودك، وعلى مقدار الوقت والتركيز اللذين تضعهما في طريقة تفكيرك الجديدة. هذا عمل عقلي، لكن هذا لا يعني أن تظل سلبيًا وتنتظر النتائج، بل تحتاج إلى أن تكون متفتحًا وأن تكون على استعداد لاتخاذ الإجراءات عند الضرورة.

قرر ما تريد تحقيقه أو إنجازه، وابدأ في التفكير فيه كثيرًا على مدار اليوم، أو في عدة أوقات محددة خلال اليوم، فالأفكار المتكررة ستزداد قوة، وفي النهاية تخلق الظروف التي تتوافق مع أفكارك.

قوة الأفكار هي قوة حقيقية، وقد قمت باستخدامها بالتأكيد مرات عديدة دون أن تدرك ذلك، ومع ذلك، عندما تعرف كيف تعمل وكيف تستخدمها بوعي، سوف تكتسب القدرة على تغيير حياتك وتحسينها وإتقانها.

| للكاتب
| رامي محمد فلمبان