التعامل مع الشخصيات والسلوكيات الصعبة في مكان العمل

التعامل مع الشخصيات والسلوكيات الصعبة في مكان العمل
بقدر ما ترغب في التخلص منهم، فإن مشكلة الموظفين “الصعبين” الذين يعانون من مشاكل سلوكية هو أمر يجب على كل محترف التعامل معه. المشكلة هي أن هذه القضايا السلوكية قد تكون ليست واضحة تمامًا لأي مراقب، لذلك، لا يمكنك اتخاذ إجراء على الفور، كما أن هناك قضية الاحتراف وقواعد سلوك معينة تحتاج إلى الحفاظ عليها حتى أثناء التعامل مع قضايا بغيضة. 

بلا شك أن مثل هذه الشخصيات يمثلون جزءًا من محيطنا الذي يجب أن نتعامل معه بذكاء اجتماعي وعاطفي شديدَيْن من أجل تخطي أكبر الصعوبات وتحقيق الأهداف والوصول إلى المبتغى بإذن الله تعالى دون أي خسائر. 

الصدام معهم فقدان للطاقات ومضيعة للوقت وانحراف عن الهدف الذي ارتضاه الإنسان الطبيعي لنفسه هو خط البناء والإعمار في هذه الأرض، من خلال العمل الجاد والتمسك بالطموح والعزيمة القوية والارتقاء المستمر في كل مناحي الحياة. 

هناك نماذج كثيرة تمر علينا ومن حولنا كل يوم قد تهدد حياة البعض، وقد نتوقف أحيانًا حائرين أمام هذه الشخصيات وهذه النماذج، ولكن من المنطق أن يكون هناك عدة مخارج من الحلول المبتكرة للتعامل مع مثل هذه الشخصيات والسلوكيات الصعبة. 

وفيما يلي بعض النصائح لمساعدتك في التعامل مع مشكلات الموظفين في مكان العمل.   

حاول حل المشكلات بشكل غير رسمي 

بمجرد أن تصل المشكلات السلوكية والشخصية إلى حد معين لا يمكنك تجاهلها بعد الآن، وبدلًا من جعل المشكلة كبيرة حاول التحدث إلى الشخص على مستوى غير رسمي، وربما خلال فترة الغداء أو استراحة القهوة ولا تتهمه، ولكن تحدث عن القضية بطريقة تبدو وكأنها إزعاج بسيط، حينها سوف تندهش من معرفة أنه يمكن حل أكثر من (60٪) من هذه المشكلات من خلال هذا النوع من النهج. 

تجنب المواجهات 

في حالة عدم نجاح النهج غير الرسمي، سيتعين عليك تناول المشكلة على المستوى الرسمي، وفي الوقت نفسه يجب أن تضع في الاعتبار ، بأن لديك سمعة المنظمة التي يجب التفكير فيها أيضًا، لذا تجنب المواجهات مع الموظف الصعب في الأماكن العامة، فهذا لن يحرج الموظف فقط ولكن أيضًا سمعتك كمحترف على المستوى الإداري، ومن الممكن أن تتصل به/ بها من أجل لقاء سري، مع محاولة إبقاء المشكلة طي الكتمان ويجب أن تعرفها أنت والأشخاص الآخرون الذين يتعاملون معها فقط.     

الوصول إلى النقطة المهمة وإبراز المشاكل التي تسببها 

لا جدوى أحيانًا من جعل الأحاديث ودية مع الموظف، ومن المهم أن نصل إلى النقطة على الفور وطرح القضايا، كما يجب التأكد أيضًا من طرح المشكلات التي تسببها شخصيتهم أو سلوكهم الصعب، ليس فقط للموظفين الآخرين، ولكن للمؤسسة أيضًا. أخبر الموظف الصعب أنه ما لم يصحح هذه المشكلات، ستكون هناك عواقب وخيمة. في الوقت نفسه اطلب من شخص آخر إبراز نوع السلوك المتوقع من الموظف في اجتماع لاحق آخر، فهذا الروتين فعّال نفسيًّا، وسوف يساعدك في حل المشكلة أكثر من (95٪) من الوقت. 

احصل على مساعدة أو مساندة من الإدارة 

في حالة عدم نجاح كل هذه الأساليب، ليس لديك خيار سوى إشعار المستويات العليا في الإدارة، وذلك في حال كان لديك توصيات مثل نقل الموظف إلى فريق آخر أو إجراء مناقشة أخرى معه/ معها ، تأكد من توصيلها إلى المستوى الأعلى من الإدارة، وبناءً على ملاحظاتك، وإذا لزم الأمر مع رأيك فسيتم اتخاذ قرار معين. 

ومما لا شك فيه أن مكان العمل يحتل مكانة مهمة في حياة كل شخص، فهو المكان الذي نقضي فيه ساعات طويلة مع زملاء مختلفين، وتحت ظل أجواء قد تكون مشحونة بالمشاكل الكثيرة بسبب ضغوطات وصعوبات العمل في أغلب الأوقات. 

خلاصة القول هي أنك يجب أن تفهم أن القضايا السلوكية ليست ذات طبيعة إجرامية، ولكن في نفس الوقت لا يمكن تجاهلها، وحاول قدر المستطاع أن تساعد الموظف، ولكن إذا كان هو/ هي خارج نطاق المساعدة، فلا تتغلب على العواقب التي ستصيبه، وبعد كل شيء، لقد بذلت قصارى جهدك، ولم يكن هناك شيء آخر يمكن أن تفعله.

| للكاتب
| رامي محمد فلمبان