هل أنت سعيد الآن، في هذه اللحظة بالذات؟

هل أنت سعيد الآن، في هذه اللحظة بالذات؟
هل أنت سعيد؟ هل أنت سعيد الآن، في هذه اللحظة بالذات؟ إذا كنت غير سعيد، ما الذي يمنعك من تجربة السعادة؟ ما مقدار السعادة التي تشعر بها في حياتك اليومية، مقابل التعاسة؟ قد تتسبب الأحداث الخارجية في ظهور السعادة، لكن المصدر الحقيقي للسعادة يأتي من داخلك، وغالبًا ما تبدو السعادة نتيجة لعوامل خارجية، لكنها في الواقع تبدأ وتخرج إلى العلن من داخلنا.
يقول لك أحدهم شيئًا سيئًا، وهذا يجعلك تشعر بالحزن لبقية اليوم، مع أفكار ومشاعر الغضب التي تملأ عقلك طوال اليوم.
تستيقظ متأخرًا، وبالتالي، عليك الإسراع في العمل، وتخطي وجبة الإفطار. كيف تشعر بالضغوط والغضب من نفسك؟
هناك شيء تريد القيام به، لكنه لا ينجح. هل تشعر بالاحباط؟
هناك الكثير من الأشياء الصغيرة وغير المهمة التي تحدث كل يوم، وإذا اخترت أن تأخذها على محمل شخصي، فأنت تدعو التعاسة إلى حياتك. هل كل هذه الأحداث والمواقف والخطط الصغيرة التي لا تعمل، مهمة حقًّا؟ هل ستظل تتذكرهم الأسبوع المقبل؟ هل من المهم حقًّا ما قاله أو فعله هذا الشخص أو ذاك؟ لماذا تأخذ كل شيء على محمل شخصي للغاية، وتصبح غير سعيد نتيجة لذلك؟

لا تتصرف كإنسان آلي مبرمج للتعاسة
يحدث هذا إذا تركت الأشخاص والأحداث والظروف تؤثر على شعورك، وأنت تتصرف مثل دمية على خيط، إذا تركت أفكار الناس ومشاعرهم وكلماتهم وأفعالهم تؤثر على سلوكك وكيف تشعر. لماذا تضع مفتاح سعادتك في أيدي الآخرين، أو تحت رحمة الظروف والأحداث الخارجية؟

هل تريد المزيد من السعادة في حياتك؟
لا تدع نفسك تتأثر كثيرًا بما يحدث لك ومن حولك، قد لا يكون هذا سهلًا، لكنه ممكن ومفيد للغاية، فكر فقط في مقدار الوقت والطاقة الذي توفره من خلال عدم التفكير في الأذى والأفكار السلبية والأمور غير المفيدة، فأعتقد أنك ستشعر بالرضا، إذا توقفت عن القلق بشأن كل ما يحدث لك ومن حولك.
القلق والاستغراق في الماضي والأحداث غير السعيدة يُسبب معاناة لا داعي لها، وقد يبدو الأمر غريبًا بالنسبة لك، لكن السعادة الحقيقية لا تعتمد على الأحداث الخارجية، إذا كنت تعتقد أنه كذلك، فقد تكون في حيرة من أمرك بين اللذة والسعادة، وهذان شيئان مختلفان.

هل أنت سعيد الآن؟
اسأل نفسك هذا السؤال كل يوم، “هل أنا سعيد الآن؟” إذا اكتشفت أنك لست كذلك، ففكر فيما يمكنك فعله لتغيير ذلك. تأتي السعادة من داخلك، عندما يكون عقلك خاليًا من القلق والتفكير، وهذا هو سبب ارتباط السعادة بالسلام الداخلي، وعندما يهدأ العقل، ينشأ السلام، هذا هو السبب في أن التأمل وإسكات أحاديث العقل يجلبان السلام الداخلي والسعادة.
إن أفكارنا السلبية وقلقنا ومخاوفنا تغطي هذا الشعور بالسعادة وتمنعنا من تجربته، والأمر الذي يجب معرفته هو أن مصدر السعادة يأتي من داخلنا، إنه جزء لا ينفصل عنا. ومع ذلك، فإن عددًا كبيرًا من الناس ليسوا سعداء، وهذا أمر في غاية شدة الألم.
في المرة القادمة التي تشعر فيها بالسعادة، افحص حالة عقلك.
هل يتنقل عقلك من فكرة إلى أخرى؟ هل هناك هموم ومخاوف أم مجرد سعادة؟، السعادة والسلام الداخلي مترابطان، وعندما يظهر أحدهما، يظهر الآخر أيضًا، وهذا يعني أنك إذا تعلمت تهدئة عقلك، فإنك تكتسب السعادة أيضًا.

هل يمكنك أن تجد السلام والسعادة؟
نعم، يمكنك، لكن هذا بالطبع يتطلب بعض العمل الداخلي من جانبك، وهذا ما أكتب عنه في العديد من مقالاتي الأخرى. يمكنك تطوير عادة السعادة، إذا اخترت أن تفعل ذلك، وكل ما عليك فعله هو التخلص من العبء العاطفي والعقلي غير الضروري الذي تحمله على ظهرك. عندما تنام، هل يزعجك شيء؟ لا ، لا ، فلماذا تزعجك عندما تكون مستيقظًا؟

التأمل، والانفصال العاطفي، والمثابرة، والموقف الإيجابي، والتسامح، والرغبة القوية في تحسين حياتك، كلها مفاتيح لاكتساب السعادة، وتأتي السعادة من الداخل، كما لو كانت من بئر داخلي، وليس من الخارج، وهذا يعني أنها في متناول يدك، والاستمتاع بها لا يعتمد على عوامل خارجية.
اسأل نفسك هل أنت سعيد؟ هل أنت سعيد الآن؟ إذا لم تكن كذلك، فهذا هو الوقت المناسب لفعل شيء حيال ذلك.

| للكاتب
| رامي محمد فلمبان