سيكولوجية تطوير العادات الجيدة

سيكولوجية تطوير العادات الجيدة
 نحن البشر مخلوقات ذو عادات، لذا يجب أن تكون تطوير العادات الجيدة بسيطة، لكن المشكلة هي أننا نشعر بالراحة حينما نقوم بالأمور بنفس الطريقة كل يوم، وغالبًا ما نلتزم بروتين يومي بدون النظر إلى عواقبه أو فعاليته، إذن لماذا التغيير؟

لسوء الحظ، ليست كل عاداتنا صحية أو جيدة، إذا اعتدنا على العودة إلى المنزل بعد العمل كل يوم، ومشاهدة التلفزيون في المساء مع تناول الوجبات الخفيفة ورقائق البطاطس وشرب مشروبات الصودا بدلًا من تناول الخضروات وشرب عصير الفاكهة.. فسيؤدي ذلك في النهاية إلى عواقب صحية سيئة. وكذلك الأمر إذا كنا معتادين على التدخين لتخفيف التوتر/ القلق، أو الإفراط في تناول الطعام.

بعض الخطوات البسيطة لتطوير العادات الجيدة

1. التعرف على هذه العادة

كما ذكرنا، في معظم الوقت لم نَعُدْ واعين بعاداتنا، سواء كانت جيدة أو سيئة، لذا فإن أول شيء نحتاجه هو أن نكون على علم، إذا كان هذا السعال يزداد سوءًا، أو إذا شعرنا بالتعب بعد صعود عدد قليل من السلالم، فمن المحتمل أن تكون العادة السيئة “التدخين، وأسلوب الحياة العادية”، أو عدم وجود عادة جيدة فهذا السبب، أو ربما تكون مواردنا المالية في حالة من الفوضى، مما يعني أننا كنا في عادة سيئة في الإنفاق أكثر مما نربح، أو عدم ممارسة العادة الجيدة في الحفاظ على الميزانية والالتزام بها، قد حان الوقت لفحص عاداتنا.

2. اتخاذ القرار، ثم الالتزام بالتغيير

وبطبيعة الحال، وهذا هو أسهل للقيام به، كم مرة قلنا لأنفسنا: “نعم، يجب أن أمارس الرياضة أكثر وأن أتناول المأكولات الصحية بشكل أفضل، وسوف أتناولها عاجلًا أم آجلًا”؟

لسوء الحظ، فإن التسويف يجعل الأمر أكثر صعوبة لتغيير العادة السيئة، وكلما تأخرت كثيرًا في اتخاذ الإجراء، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصحة، كلما كنت غير صحي، فالالتزام الواعي ضروري لأن هذا هو ما يتطلبه الأمر لبدء تشغيل عجلات الحركة.

3. اكتشف المحفزات والعقبات الخاصة بك

إذا كنت لا تعرف ما هي محفزاتك، أو إذا لم تكن مستعدًا للعقبات الحتمية، فسوف تُعِدُّ نفسك للفشل، ومن أجل تطوير العادات الجيدة، يجب أن نكون على علم بما هي عاداتنا، وفي لحظات الضعف والقلق، نحتاج إلى الدعم والابتعاد عن الاحباطات، وإن الإفراط في تناول الطعام أو الإفراط في العلاج ليس الحل.

إذا حدثت حادثة غير سارَّة في العمل، أو حدثت مشاجرة مرورية فوضوية في طريقك إلى المنزل، فعليك إيجاد بديل صحي لطريقتك المعتادة في التعامل معها، لدينا جميعًا أيامًا سيئة، لكننا لا نحتاج إلى اللجوء إلى العادات غير الصحية لتخفيف الضغط، ولا يمكننا أن ندع الملل أو الغضب أو القلق يثيران العادات السيئة أيضًا، ابحث عن طرق صحية للتعامل مع المحفزات والعقبات.

4. توظيف التصورات والتأكيدات

التصورات والتأكيدات رائعة لدمج العادة الجديدة في روتينك، في حين أن التصور هو أداة تحفيزية قوية، إلا أن التأكيدات تبرمج العقل الباطن بعقلية مناسبة لتأسيس عادة جديدة، وذلك لتسمح لك معًا أن تشعر وتتخيل نفسك وأنت تمارس السلوكيات الصحيحة مما يجعل من السهل تبني هذه العادة الجديدة، ومن المؤكد أن تطوير العادات الجيدة أسهل عند توظيف التصورات والتأكيدات.

5. احصل على الدعم من العائلة والأصدقاء

دع الناس يعرفون ما تحاول تحقيقه، بهذه الطريقة سيفهمون إذا كنت تريد أن تمرر الصحراء أو تذهب في نزهة على الأقدام بدلًا من التوقف في المقهى في طريق العودة إلى المنزل، عندما يعلم أصدقاؤك أنك جاد في تغيير عادة سيئة إلى أخرى جيدة، فلن يساعدوك فقط في الابتعاد عن الإغراءات، بل سيهتفون لك ويقدمون لك الدعم المعنوي، فنحن جميعا بحاجة إلى الدعم لتحقيق أهدافنا.

6. إيجاد طرق صحية لمكافأة نفسك

أحد الأسباب التي تجعلنا نطور العديد من العادات السيئة في المقام الأول هو أنها تجعلنا نشعر بالراحة (حتى لو كانت مؤقتة).

تهدف تجربة الشعور بالرضا إلى الهدوء والسكينة عندما نكون متوترين، أو مكتئبين، على سبيل المثال، قد تفرط في تناول الطعام وتشعر بتحسن كبير أثناء فعل ذلك، ولكن بعد ذلك تشعر بضعف، وينطبق نفس الشيء على التدخين، بينما أنت بالفعل تشعر بالراحة والخلو من المتاعب، ولكن بعد ذلك تشعر بالندم وتتعهد بالتخلي عن ذلك.

لذا، من أجل تقليل السقوط والعودة إلى العادات القديمة الضارة، كافئ نفسك عندما تكون بحالة جيدة، دلِّل نفسك بكتاب جديد أو فيلم أو حفلة موسيقية أو معدات تمارين جديدة، وإذا كنت تعاني من نقص في المال، فقم بزيارة صديق لم تره منذ فترة، أو اذهب إلى رحلة ترفيهية، واستمتع بما أنعم الله سبحانه وتعالى عليك من النعم.

الفائدة الرائعة من تطوير العادات الجيدة هي أنه بعد القيام بها مرارًا وتكرارًا، سرعان ما تصبح تلقائية، وأي شيء تفعله لفترة طويلة ومستمرة بما يكفي يصبح في نهاية المطاف عادة، وبمجرد أن تفعل ذلك، لم يعد عليك بذل الكثير من الجهد في ذلك، وهذا هو جمال تطوير العادات الجيدة.

| للكاتب
| رامي محمد فلمبان