هل الإفراط في التفكير يمنعك من اتخاذ القرارات؟

Is-overthinking-preventing-you-from-making-decisions-article
 تحتاج إلى اتخاذ قرار بشأن مسألة بسيطة، لكنك تواصل التفكير في الإيجابيات والسلبيات ومناقشة الأمر في ذهنك والتفكير في أمور مختلفة تمامًا، ولا يمكنك الوصول إلى أي قرار. في كل مرة تريد فيها أن تتخذ قرارًا تظهر لك أفكار وأفكار أخرى، وتقضي الوقت في استكشافها وأنت فقط لا تستطيع أن تتخذ قرارك.

هل تعرف هذا الوضع؟

قد يبدو غريبًا، ولكن في كثير من الأحيان تكون الفكرة الأولى هي الفكرة الصحيحة، لكن العقل غير مقتنع ويواصل استكشاف الخيارات الأخرى والطرق الأخرى.

مع مرور الوقت، يصبح اتخاذ القرار أكثر صعوبة، وتتدفق المزيد من الأفكار والخيارات إلى عقلك، حتى تشعر أن عقلك سوف ينفجر، وأنت ما زلت غارقًا في الأفكار ولا يمكنك إيقافها.

إن الأمر أشبه بمحاولة الإبحار على متن قارب صغير في محيط به أمواج عملاقة، والانقلاب بلا حول ولا قوة مع عدم التحكم في القارب. هذا هو الإفراط في التفكير –عادة العقل الإفراط في التفكير والتي في بعض الأحيان تعقد الأمور-. لا يحدث الإفراط في التفكير فقط في الأمور المهمة التي تحتاج إلى التفكير والتحليل، ولكن أيضًا مع القرارات البسيطة التي ليس لها أهمية حقيقية، في كثير من الأحيان، يُفكر الناس في الأمور البسيطة والثانوية التي لا تتطلب أكثر من بضع ثوانٍ من التفكير، وهم فقط غير قادرين على التوقف عن التفكير.

يحدث هذا عندما تريد الذهاب إلى فيلم ولكن لا يمكنك أن تقرر أيهما تُشاهد، أو عندما تريد شراء زوج من الأحذية لكنك لا تستطيع أن تقرر أي حذاء تريد أن تشتريه. يحدث الإفراط في التفكير أيضًا عندما تحتاج إلى أن تفكر في نوع الوظيفة التي تبحث عنها، أو اتخاذ قرار بشأن استئجار أو شراء منزل، أو ما الذي تختاره من قائمة الطعام في مطعم. في كل هذه المواقف يستمر العقل في التفكير بدلًا من اتخاذ القرار والتغلب على الأمر، وإذا لم تتوقف عن هذه العادة، فستصبح أقوى وأقوى.

لا يحدث الإفراط في التفكير فقط عندما تحتاج إلى اتخاذ قرار ولكن في كل موقف تقريبًا في الحياة، وهذا نوع من النشاط الذي لا يمكن إيقافه والذي من المحتمل أن يستمر معك طوال اليوم، وأحيانًا في الليل ولا يسمح لك بالنوم، وفكرة واحدة تتبعها الأخرى دون أي لحظة راحة.

أنت لا تدرك دائمًا هذه العادة، لأنها عادة أصبحت تلقائية

يعتبر معظم الناس الإفراط في التفكير نشاطًا طبيعيًّا، ولا يدركون ذلك إلا عندما يحتاجون إلى التركيز أو الدراسة أو اتخاذ القرارات أو إنهاء مهمة معينة في الوقت المناسب. بعد ذلك يدركون عادة الإفراط في التفكير، وكيف تستمر عقولهم في المناقشة والتحليل والتعليق والانتقال من فكرة إلى أخرى دو أي إدراك منهم. في هذه الأوقات يرون كيف أن العقل لا يمكن السيطرة عليه، ويكتشفون أنهم غير قادرين على إيقاف هذا النشاط المضطرب لأفكارهم وإرخاء أذهانهم، والتركيز على المسألة المطروحة.

التفكير نشاط مفيد لكن الإفراط في التفكير ليس نشاطًا منتجًا، إنها فقط تتعب العقل ولا تأخذك إلى أي مكان. أما الإفراط في التفكير عادة تمنعك من العيش في الحاضر ، والتركيز على ما تفعله والاستمتاع بالحياة.

وأخيرًا أكتب لك بعض النصائح لمساعدتك للتغلب على الإفراط في التفكير

  • حاول التركيز على ما تفعله في الوقت الحالي.
  • حاول أن تكون على دراية بما يدور في ذهنك.
  • عندما تحتاج إلى اتخاذ قرار بسيط، حدد مهلة زمنية تحتاج خلالها إلى اتخاذ هذا القرار ، دقيقة واحدة أو خمس دقائق أو أكثر، اعتمادًا على موضوع القرار.
  • توقف وفكر، هل تحتاج حقًّا إلى التفكير في كل هذه الأفكار المتتالية والمتتابعة في عقلك؟
  • عندما يغرق عقلك في الأفكار افعل شيئًا آخر. اذهب في نزهة على الأقدام أو قابل الأصدقاء أو شاهد فيلمًا، فهذا سيأخذ عقلك بعيدًا عن الموضوع الذي تفكر فيه.
  • انخرط في هواية.

| للكاتب
| رامي محمد فلمبان