في هذه الظروف العصيبة، كيف تُقدّر تجربة الحياة وتستمتع بها؟

في هذه الظروف العصيبة، كيف تُقدّر تجربة الحياة وتستمتع بها؟
 أنت على قيد الحياة، أليس هذا مذهلًا؟ يميل الكثير منا إلى الانشغال والانغماس في ضغوط واندفاع الحياة اليومية، نادرًا ما نأخذ وقتًا (إن وجد) في التراجع عن حياتنا ونقدر الحقيقة الرائعة بأننا على قيد الحياة وما يعنيه هذا حقًّا.

إن تعلم تقدير الحياة بهذه الطريقة، وتذكير نفسك بها بانتظام، يمكن أن يكون أحد أروع متع الحياة، ويمكن أن يضيف شعورًا حقيقيًّا بالمعنى إلى حياتك، بغض النظر عن مدى صعوبة الحياة اليومية في بعض الأحيان، فإن رؤية حياتنا في هذا السياق الأوسع يمكن أن يساعدنا في وضع المخاوف اليومية في منظورها، وإعطائنا شعورًا كبيرًا بالهدوء.

تقدم هذه المقالة بعض الأفكار حول تقدير تجربة الحياة من أجل مساعدتك على التفكير في ذلك، تنقسم المقالة إلى قسمين – أولًا، تقدير حقيقة وجودنا في المقام الأول، وثانيًا تقدير تجربة الحياة.

تقدير حقيقة وجودنا

من أهم جوانب الحياة التي تسحر العقل هو إدراك ما يعنيه أن تكون على قيد الحياة. قد يكون من الجيد جدًا لنا أن نفكر في هذه الحقيقة بانتظام. في الواقع، يقوم بعض الأشخاص بذلك يوميًّا ويسجلون ببساطة امتنانهم وتقديرهم لوجودهم في الحياة، وشكرهم الدائم لله سبحانه وتعالى. إنها مجرد عملية الاعتراف بوجودهم في هذه الحياة.

هذا الاعتراف والامتنان يمكن أن يساعدنا على رؤية حياتنا بطريقة إيجابية ويعطينا بعض المنظور، بغض النظر عن الحياة اليومية التي قد تلقي بها علينا، يمكن أن يساعدنا أيضًا في تخفيف الضغط الذي نضعه على أنفسنا لتحقيق النجاح أو تحقيق أهداف معينة في الحياة، كما أنه يسعى الكثير منا لتحقيق أهداف معينة في حياتنا. من النجاح المادي إلى الرغبة في أن نكون محبوبين، ولكن ربما لا نحتاج إلى تحقيق أي أهداف في الحياة من أجل تقدير حياتنا، حيث أن تجربة الوجود بحد ذاتها مذهلة كافية.

النقطة الأخيرة في هذا القسم هي أن إدراك حقيقة أننا على قيد الحياة يمكن أن يغير الطريقة التي نرى بها الموت.

كأفراد، من السهل علينا أن يكون لدينا موقف سلبي ومحموم بفكرة حياتنا وموتنا، غالبًا ما نرى حياتنا كنقطة تركيز، والموت هو نهاية لها، حيث تبدأ فترة لا نهائية من لا شيء، لماذا لا نستطيع رؤيته بالعكس؟ يمكننا أن نرى الحياة كنافذة موجزة للضوء في عالم لا يميزه شيء آخر. فرصة مذهلة للوجود، ولتقدير تجربة الموجود.

تقدير تجربة الحياة

كيف تشعر أن تكون على قيد الحياة؟ لا يكفي أن نقدّر حقيقة أننا على قيد الحياة، ولكن يمكننا أيضًا الحصول على متعة كبيرة ومعنى من تقدير تجربة الحياة، ومع ذلك، بشكل مثير للدهشة، نادرًا ما يأخذ الكثير من الناس الوقت للقيام بذلك.

فقط للحظة الآن، اقرص نفسك، انظر إلى يديك وجسمك، انظر حولك حيث أنت، تنفس بعض الهواء واشعر به في فمك أو أنفك، انظر إلى نفسك كمخلوق، فكر في حقيقة أنك قادر بطريقة أو بأخرى على لمس الأشياء وتذوقها وشمها ورؤيتها وسماعها، والأمر الأكثر معجزة، أنت قادر على التفكير في حقيقة أنك تعاني من هذه الأشياء. باختصار، أنت تعرف كيف يكون الأمر. أن تعيش مع تجربة الأشياء، ويمكنك التفكير فيما هو عليه.

تعتبر فكرة تقدير تجربة الوجود أمرًا محوريًّا للعديد من الممارسات الدينية، وهناك طريقة شائعة للوصول إلى تقدير عميق لتجربة “من تكون” وهي تصفية ذهن المرء من جميع الأفكار التي تتدفق من خلال الاسترخاء والتفكر، كفكرة “تنقية العقل” والمقصود به هنا التأمل، ويمكن أن يكون التأمل أحد أكثر الطرق فعالية لتحقيق ذلك، كما يمكن أن يكون لها عدد من الفوائد لتقدير الحياة، والعثور على السلام الداخلي، وأيضًا يمكن تحقيق تأثير مماثل عن طريق الخلوة مع النفس. إن اجتياز هذه العملية لتذكر ما تشعر به من تجربة أي شيء يمكن أن يمنحنا شعورًا بالتعجب والتقدير في حياتنا، ويمكن أن يلهمنا حقًّا ويُحسن من سعادتنا.

| للكاتب
| رامي محمد فلمبان